الأربعاء، 4 مارس 2009

الفوزن : الإنترنت حرام!!!!!

الأربعاء 07 ربيع الأول 1430هـ - 04 مارس 2009م
هل الإنترنت حرام؟!
حسن بن سالم

الكثير منا رجالا كانوا أم نساء كبارا كانوا أم صغارا لاشك أنهم يقضون أوقاتا طويلة في التصفح والتجول للمواقع والمنتديات داخل الشبكة العنكبوتية (الانترنت) حتى أصبح الانترنت جزءا رئيسيا في حياتنا اليومية لا يمكننا الاستغناء عنه وأصبح وبفضل التطور التقني بمقدور أي أحد أن يحمل جهاز اصغر من حجم كف اليد ليستخدمه في تصفح الانترنت في أي مكان وزمان.

ولكن وكعادتنا فلم تسلم هذه التقنية العظيمة من الاعتراض والتحريم من دخولها إلى بيوتنا, إذ استمعت قبل فترة وجيزة لفتوى صوتية للشيخ صالح الفوزان عن حكم إدخال الأب الإنترنت إلى البيت, فأجاب الشيخ بما نصه "بأنه لا يجوز إدخال الإنترنت في البيت لما تجلبه من الشرور هل يمكن قصدك تستعملها في شيء نافع لكن الناس والنساء والأطفال والسفهاء والفسقة يستعملونها فيما يرغبون هم فلا تكون أنت السبب في جلب هذا الشيء إلى بيتك الإنسان بعافية ما يدخل في أسباب الفتنة والواجب على القيم على البيت أنه يصون البيت فلا يدخل فيه ما يؤثر على أهل البيت ويجر عليهم شرا ".

إن البعض قد يرى أن جزءا كبيرا من مشكلاتنا الحياتية والاجتماعية تكمن في مثل هذه الفتاوى ذات النفس التحريمي لكثير من المباحات ولكنني أرى أن مكمن المشكلة يقع على المجتمع بعمومه قبل أن تكون مشكلة شيخ معين أو فتوى تحرم هذا الفعل أو ذاك, فلقد اعتاد كثير من أفراد مجتمعنا باختلاف أجناسهم وطبقاتهم إقحام العلماء والفتوى في كل صغير وكبير في الحياة اليومية ليس في قضية العبادات فحسب بل في جميع شؤون الحياة حتى أصبحنا قبل الإقدام على أي خطوة اجتماعية أو ترفيهية أو جمالية أو غير ذلك أن نبحث ابتداء عن فتوى تبيح ما نريد فعله وما واقع برامج الإفتاء التلفزيونية إلا دليل واضح على ذلك والتي نلمس فيها وبشكل واضح أن الكثيرين يقومون من خلالها بسرد كافة احتياجاتهم اليومية والمعاشية ليحصلوا أولا وقبل كل شيئ على فتوى تسمح لهم بالانتقال للخطوة التالية!!

إن من يستمع إلى صيغ كثير من الاستفتاءات التي ترد من عامة الناس في تلك البرامج أو غيرها يدرك وبشكل واضح أن الثقافة التحريمية أصبحت هي المهيمنة على كثير من شؤون الحياة ويظهر ذلك جليا في لغة وأسلوب تلك الاستفتاءات فأكثرهم يتوجه بالسؤال بقوله هل يجوز فعل كذا أو قول كذا؟ أو هل يصح أن أقول أو أن افعل كذا؟ بحيث أصبحت لغة التحريم والمنع لديهم هي الأصل في سؤالاتهم وأنهم يبحثون عن ما ينقل ذلك الفعل من التحريم إلى الجواز، وهذا مخالف للقاعدة الشرعية أن كل الأقوال والأفعال والعادات مالم تكن عبادة الأصل فيها هو الإباحة ولا يجوز لأحد أن يحرم شيئ منها إلا بدليل صحيح وصريح والتي جرى عليها سلف الأمة.

إن الفتوى المذكورة في تحريم إدخال الانترنت للبيت ما هي إلا ضرب من ذلك وقد يبرر من يرى صحتها بأن الانترنت له محاسن ومساوئ وفوائد ومضار ولو كنا سنقول بذلك فإننا سنحرم على أنفسنا الكثير والكثير من المباحات من المطعم والمشرب والمركب بمثل هذه الحجة الواهية. 
والمؤسف كذلك في الفتوى أنها اعتبرت في حالة دخول الانترنت إلى البيت فإن المرأة لن تستخدمها غالبا إلا في المحظور شرعا وجاء ذكره للمرأة في مقابل ذكر السفهاء والفسقة وفي ذلك إساءة ظن بالمرأة وحرمان لما أباحه الله لها.

* خاص بموقع "العربية.نت"

http://www.alarabiya.net/views/2009/03/04/67673.html


ليست هناك تعليقات: